سورة الأعراف - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


المص: هذه حروف تكتب بصورة كلمة واحدة، ولكن نقرؤها باسماء حروفها، فنقول: الف لام ميم صاد هكذا.
وحكمته افتتاح هذه السورة وامثالها ابسماء الحروف التي ليس لها معنى مفهومٌ غير مسمّاها الذي تدل عليه، وهي تنبيهُ السامع إلى ما سيُلقى إليه بعد هذا الصوت من الكلام، حتى يفوتَه من شيء. فكأنه أداةُ استفتاحٍ يمنزلة ألا، وهاء التنبيه.
والسوَر التي بدئت بالأحرف وبذكر الكتاب، هي التي نزلت بمكة لدعوة المشركين إلى الإسلام، واثبات النبوة والوحي. أما ما نزل منها بالمدينة البقرة وآل عمران، فالدعوة فيه موجَّهة إلى أهل الكتاب. وهكذا الحال في سورة مريم والعنكبوت والروم، و(ص)، و(ن) فإن ما فيها يتعلق بإثبات النبوّة والكتاب كالفتنة في الدين بإيذاء الضعفاء لإرجاعهم عن دينهم بالقوة القاهرة، وكالإنباء بقصص فارسَ والروم ونصرِ الله للمؤمنين على المشركين وكان هذا من اظهر المعجزات الدالة على نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم.
الحرج: الضيق من عاقبة المخالفة الذكرى: التذكر النافع والموعظة المؤثرة. ولاية الله لعباده: تولّي أمروهم ونصرهم على اعدائهم. تذكّرون: اصله تتذكرون.
لقد أُنزلَ إليك القرآن من عند ربِّك لتنذِر به المكذبين ليؤمنوا، وتذكِّر به المؤمنين ليزدادوا إيماناً، فلا يكن في صدرك ايها النبيّ ضيق من الإنذار به وابلاغه إلى من أُمرتَ بالإبلاغه اليهم. ولا تخشَ تكذيبهم، واصبِر كما صبر أولو العزمِ من الرسل.
أما انتم يا أصحاب الرسول فاتّبعوا ما اوحاه ربكم ولا تتّبعوا من دون الله أولياءَ تولُّونهم أمورَكم وتستجِيبون لهم وتستعينون بهم، فالله وحدَه هو الذي يتولّى أمر العباد بالتدبير والخلق والتشريع، وبيده النفع والضرر.
{قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}.
ما تتَّعظون إلا قليلا، حيث تتركون دينه تعالى وتتّبعون غيره.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي وحفص: {تذكرون} بفتح التاء والذال المخففة، وابن عامر: {يتذكرون} بالياء والتاء. وقرأ الباقون {تذكرون} بتشديد الذال والكاف.


القرية: هنا تعني المكان والسكّان. البأس: العذاب بياتا: ليلا على حين غرة. أو هم قائلون: وسط النهار وقت القيلولة دعواهم: قولهم.
بعد أن بين الله تعالى انه أنزل الكتاب إلى الرسول الكريم لنيذر به الناسَ ويكونَ موعظةً وذِكرى لأهل الايمان، وانه طلب اليه ان يأمر الناس باتباع ما أُنزل اليهم من ربهم، وان لا يتبعوا من دونه أحداً- أردف هنا بالخويف من عاقبة الخالفة لذلك، وبالتذكير بما حلّ بامم قبلَهم بسبب إعارضهم عن الحق، وإصرارهم على الباطل.
{وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَآءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ}.
لقد اهلكنا كثيراً من القرى بسبب عبادة اهلها غيرَ الله وسلوكهم غير طريقه. وقد جاءهم عذابنا في وقت غفلتهم ليلاً وهم نائمون، كما حدث لقوم لوط، أو نهاراً وهم مستريحون وقت القيلولة كقوم شعيب.
{فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَآ إِلاَّ أَن قالوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}.
فاعترفوا بذنبهم الذي كان سببَ نكبتهم، وكان دعاؤهم واستغثُتهم حين جاءهم عذابنا أن قالوا- حيث لاينفهم ذلك- إنّا كنّا ظالمين لأنفسنا بالمعصية.


قص: اخبر الوزن: هنا نتيجة الحساب توزن الاعمال بميزان دقيق. ثقلت موازّينه. كانت اعماله صالحة خفت موازينه: كانت اعماله سيئة بآياتنا يظلمون: يكذبون.
بعد أن أمر الله الرسُلَ في الآية السابقة بالتبليغ، وأمر الأمم بالقبول والاتّباع، ثم ذكّرهم بعذاب الأمم التي عاندت وعصت الرسُل السابقين- ذكر هنا ان الحساب يوم القيامة دقيق وعادل، حيث يُسأل كل إنسان عن عمله ويحاسب عليه. يومئذٍ يُسأل الناسُ: هل بَلَغَتهم الرسالة؟ وبماذا اجابوا المرسلين؟ ولنسأل الرسل ايضا: هل بلَّغتم ما أُنزل اليكم؟ وبماذا اجابكم اقوامكم؟
{فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ}.
ولَنخبرنّ الجميع أخباراً صادقة بجميع ما كان منهم، لأننا أحصينا عليكم كل شيء. إننا لم نكُ غائبين عنهم في وقتٍ من الأوقات ولا حالٍ من الاحوال، وسيكون السؤال ههنا للإعلام والإخبار، توبيخاً لهم وتأنيباً على رؤوس الاشهاد.
روى الترمذي عن أبي الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «لا تزولُ قدما عبدٍ حتى يُسألَ عن عُمُره فِيمَ أفناه، وعن عِلمه فيم عمِل به، وعن مالِه من اين اكتسبَه وفيم انقه، وعن جمسه فيم أبلاه» {والوزن يَوْمَئِذٍ الحق...} وفي ذلك اليوم يكون تقدي الأعمال تقديرا عادلا، ليأخذ كلُّ واحداٍ ما يستحقه من ثواب وعقاب فالذين كثُرت حسناتُهم ورجَحَتْ على سيئاتهم همُ الفائزون بالنجارة من العذاب، والحائزون للنعيم في دار الثواب. أما الذين كثُرت سيئاتهم ورجحت على حسناتهم فهم الخاسِرون، لأنهم باعوا أنفسَهم للشيطان.
ونحن لا نعلم كيفية وزن الحسنات والسيئات واذا كان العلم الحديث قد صنع موازين للحر والبرد واتجاه الريح والامطار وخزن المعلومات في الكمبيوتر وغير ذلك فان الله تعالى لا يعجز عن وزن الحسنات والسيئات وهو القادر على كل شيء.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8